العليم الخبير:
قال الله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ).( إن الله بكل شئ عليم ) .فهو العليم المحيط علمه بكل شئ : بالواجبات ، والممتنعات ، والممكنات ، فيعلم تعالى نفسه الكريمة ، ونعوته المقدسة ، وأوصافه العظيمة ، وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها ، ويعلم الممتنعات حال امتناعها ، ويعلم ما يترتب على وجودها لو وجدت ، كما قال تعالى : ( لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا) وقال تعالى : ( ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) .فهذا وشبهه من ذكر علمه بالممتنعات التي يعلمها ، وإخباره بما ينشأ عنها لو وجدت على وجه الفرض والتقدير ، ويعلم تعالى الممكنات ، وهي التي يجوز وجودها وعدمها ما وجد منها وما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة إيجاده ، فهو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي والسفلي لا يخلو عن علمه مكان ولا زمان ويعلم الغيب والشهادة ، والظواهــر والبواطــن ، والجلي والخفي ، قال الله تعالى : ( إن الله بكل شئ عليم ) والنصوص في ذكر إحاطة علم الله وتفصيل دقائق معلوماته كثيرة جداً لا يمكن حصرها وإحصاؤها ، وأنه لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، وأنه لا يغفل ولا ينسى ، وأن علوم الخلائق على سعتها وتنوعها إذا نسيت إلى علم الله اضمحلت وتلاشت ، كما أن قدرهم إذا نسبت إلى قدرة الله لم يكن لها نسبة إليها بوجه من الوجوه ، فهو الذي علمهم ما لم يكونوا يعلمون ، وأقدرهم على ما لم يكونوا عليه قادرين . وكما أن علمه محيط بجميع العالم العلوي والسفلي ، وما فيه من المخلوقات ذواتها ، وأوصافها ، وأفعالها ، وجميع أمورها ، فهو يعلم ما كان وما يكون في المستقبلات التي لا نهاية لها ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، ويعلم أحوال المكلفين منذ أنشأهم وبعد ما يميتهم وبعد ما يحييهم ، قد أحاط علمه بأعمالهم كلها خيرها وشرها وجزاء تلك الأعمال وتفاصيل ذلك في دار القرار.والخلاصة أن الله تعالى هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن ، والأسرار والإعلان ، وبالواجبات ، والمستحيلات ، والممكنات ، وبالعالم العلوي ، والسفلي ، وبالماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، فلا يخفى عليه شئ من الأشياء.